. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQالدعوة شيخ الإسلام والمسلمين محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - كتاب التوحيد وختمه هذا الكتاب بهذا الباب ختم عظيم؛ لأن من علم حقيقة ما اشتمل عليه هذا الباب من وصف الله - جل وعلا - وعظمة الله - جل وعلا - فإنه لا يملك إلا أن يذل ذلا حقيقيا، ويخضع خضوعا عظيما للرب - جل جلاله - والصحيح والواقع من حال الخلق أنهم لم يوقروا الله - جل وعلا - {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: 67] لا من جهة ذاته وقدرته وصفاته، ولا من جهة حكمته وبعثه لرسله، قال - جل وعلا: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 91] [الأنعام: 91] ، فهذا في إنزال الكتاب وفي إرسال الرسول، وقال - جل وعلا - في بيان صفة ذاته: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67] وقوله: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الحج: 74] يعني: ما عظموه حق تعظيمه، ولو عظموه حق تعظيمه لما عبدوا غيره، ولما أطاعوا غيره، ولعبدوه حق العبادة، ولذلوا له ذلا وخضوعا دائما، وأنابوا إليه بخشوع وخشية، ولكنهم ما قدروه حق قدره، يعني: ما عظموه حق تعظيمه الذي يجب لقدره - جل وعلا - وعظم ذاته - سبحانه وتعالى - وصفاته.
ثم بين - جل وعلا - شيئا من صفة ذاته العظيمة الجليلة، فقال سبحانه: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67] فإن عقل الإنسان لا يمكن أن يتحمل صفة الله - جل وعلا - على ما هو عليه، والله - جل وعلا -