. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــQالشرح: النبي - عليه الصلاة والسلام - حمى وحرس جناب التوحيد، وحمى حمى التوحيد، وسد كل طريق توصل إلى الشرك، فإن في سنة النبي - عليه الصلاة والسلام - من الدلائل على قاعدة سد الذرائع ما يبلغ مائة دليل أو أكثر، وأعظم الذرائع التي يجب أن تسد ذرائع الشرك التي توصل إليه، ومن تلك الذرائع قول القائل: أنت سيدنا وابن سيدنا، وخيرنا وابن خيرنا ونحو ذلك؛ فإن مثل هذه الأقوال فيها من التعظيم الذي لا يجوز أن يواجه به بشر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو سيد ولد آدم، كما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام، لكن كره المواجهة كما سيأتي.

فحماية النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى التوحيد، وسده طرقا الشرك، كان في جهة الاعتقادات ومن جهة الأقوال والأفعال، فإذا تأملت سنته وما جاء في هذا الكتاب - كتاب التوحيد - وجدت أنه - عليه الصلاة والسلام - سد الباب في الاعتقادات الباطلة، وسد الباب في الأفعال الباطلة، كقوله: «اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (?) وسد الباب أيضا في الأقوال التي توصل إلى الغلو المذموم، فقال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله» (?) وهذا الباب أيضا من ذلك في بيان حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى التوحيد، فيما يتعلق بالقول الذي قد يتبعه اعتقاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015