. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQكل شيء {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 21] [الحجر: 21] ، فالعباد هم المحتاجون إلى الله، وشأن الله أعظم من ذلك، إذ المخلوق حقير وضيع بالنسبة إلى الرب - جل جلاله - فلا يصلح أن يجعل الله - جل وعلا - واسطة عنده حتى يقبل هذه الواسطة، بل شأن الله - جل وعلا - أعظم من ذلك؛ ولهذا قال سيد الخلق، وسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام رادا على هذا الأعرابي الذي قال: إنا نستشفع بالله عليك وبك على الله، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «سبحان الله، سبحان الله!!» يعني: تنزيها، وتعظيما لله، وإبعادا لله عن كل وصف سوء أو شائبة نقص، وعن كل ظن سوء به - جل وعلا.
" فما زال يكررها حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ": من شدة تسبيحه، وتنزيهه لربه - جل وعلا - وهذا من الغضب لله - جل جلاله - فصلى الله وسلم على نبينا محمد، فما كان أعلمه بربه، وما كان أعرفه بربه.
ثم قال: «ويحك أتدري ما الله؟ ! " إن شأن الله أعظم من ذلك؛ إنه لا يستشفع بالله على أحد» . فالله - جل وعلا - من علم أسماءه، وعلم الصفات المستحقة له - جل وعلا - فإنه لن يخطر بخاطره ظن سوء به - جل وعلا - أو استنقاص له - جل وعلا.
فهذا الباب فيه - كما في الأبواب قلبه - ما ينبغي أن يتحرز منه الموحد من الألفاظ التي فيها سوء ظن بالله - جل وعلا - وتنقص لمقام الربوبية لله - جل جلاله.