. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQ" وقوله: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} [الفتح: 6] [الفتح: 6] : يؤخذ من كلام ابن القيم الذي أورده المصنف أن السلف فسروا هذا الظن السوء بأحد ثلاثة أشياء، وكلها صحيح: الأول: إنكار القدر.
الثاني: إنكار الحكمة.
الثالث: إنكار نصر الله - جل وعلا - لرسوله صلى الله عليه وسلم، أو لدينه أو لعباده الصالحين، فهذه ثلاثة أشياء، ووجه كون إنكار القدر ظنا بالله ظن السوء: أن تقدير الأمور قبل وقوعها من آثار عزة الله - جل وعلا - وقدرته؛ فإن العاجز هو الذي تقع معه الأمور استئنافا عن غير تقدير سابق، وأما الذي لا يحصل معه أمر حتى يقدره قبل أن يوقعه، فيقع على وفق ما قدر، فهو ذو الكمال، وهو ذو العزة، وهو الذي لا يغالب في ملكوته؛ ولهذا قال الشاعر في وصف رجل كامل:
لأنت تفري ما خلقت ... وبعض القوم يخلق ثم لا يفري
الخلق هنا بمعنى التقدير، يعني: لأنت تقطع ما قدرت، وبعض القوم - وهم الناقصون إما لعدم قدرتهم، أو لعدم عزتهم، أو لجهلهم - يخلق، يعني: يقدر الأشياء، ثم لا يفري، أي: لا يستطيع أن يقطعها على وفق ما يريد.
فإنكار القدر ظن بالله - جل وعلا - ظن السوء؛ لأن فيه نسبة النقص لله - جل وعلا -، والله - جل وعلا - هو الكامل في أسمائه، الكامل في صفاته - جل وعلا -، الذي يجير ولا يجار عليه، والذي إليه الأمر كله، كما قال هنا: