. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQوالسلام في أسماء الله معناه أيضا: الذي يعطي السلامة ويرزقها، وأثر هذا الاسم في ملكوت الله أن كل سلامة في ملكوت الله من كل شر يؤذي الخلق، فإنها من آثار هذا الاسم، فإنه لكون الله- جل وعلا- هو السلام فإنه يفيض السلامة على العباد.
إذا كان كذلك فالله- جل جلاله- هو الذي يفيض السلام، وليس العباد هم الذين يعطون الله السلامة، فإن الله- جل وعلا- هو الغني عن خلقه بالذات، والعباد فقراء بالذات، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15] [فاطر: 15] ، فالعبد هو الذي يعطى السلامة، والله- جل وعلا- هو الذي يسلم؛ ولهذا كان من الأدب الواجب في جناب الربوبية وأسماء الله وصفاته أن لا يقال: السلام على الله، بل أن يقال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام على فلان وفلان، السلام عليك يا فلان، ونحو ذلك، فتدعو له بأن يبارك باسم الله (السلام) أو أن تحل عليه السلامة.
فظهر بهذا أن وجه مناسبة هذا الباب للذي قبله ظاهرة. وأما مناسبته لكتاب التوحيد: فهي أن الأدب مع أسماء الله- جل وعلا- وصفاته ألا يخاطب بهذا الخطاب، وأن لا يقال: السلام على الله، لأن في هذا نقصا في تحقيق التوحيد، فتحقيق التوحيد الواجب ألا تقال هذه الكلمة؛ لأن الله غني عن عباده، والفقراء هم الذين يحتاجون إلى السلام.
في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده السلام على فلان