. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQوفي قوله: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} [النحل: 83] [النحل: 83] فهذه الألفاظ وأمثالها راجعة إلى عدم شكر النعمة.
ومن شكر النعم أن الله- جل وعلا- إذا أنعم على عبد بولد، وجعله سليما معافى، ورزقه بتلك النعمة -التي هي نعمة الولد- أن يشكر الله عليها، ومن عدم شكر النعمة تلك، ونسبتها إلى غير الله: أن يعبد الولد لغير الله- جل وعلا- فإن هذا مضاد للاعتراف بأن المنعم بذلك الولد هو الله -جل جلاله- وقد يصل ذلك إلى حد الشرك الأكبر، إذا عبد الولد لولي أو لعبد صالح، وهو يعني حقيقة العبودية التي هي أن هذا عبد لذاك؛ لأن ذاك إله. كمن يعبد لبعض المشايخ، فيقول: عبد السيد ويعنون به: السيد البدوي، ويقولون: عبد زينب، وعبد علي، وعبد عمرو، ونحو ذلك من الأسماء التي فيها اعتقادات.
فمن عبد ولدا لغير الله -جل وعلا- فقد نافى شكر النعمة؛ ولهذا أتبع الشيخ- رحمه الله- هذا الباب الأبواب قبله لما كان يشترك معها في هذا المعنى، وأن الواجب على العبد أن يحقق التوحيد، وأن لا ينسب النعم لغير الله -جل وعلا- فإن وقع منه ذلك فواجب عليه أن يبادر بالتوبة، وألا يقيم على ذلك.
" باب قول الله تعالى {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 190] [الأعراف: 190] :