. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQوفي ختام هذه الأبواب أوصي المسلم بأن يكون حذرا من آفات اللسان، متثبتا فيما يتكلم به، وأن يعلم أن كل خير إنما هو من الله، وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ولو سلبه الله العناية منه طرفة عين لهلك، ولكان من الخاسرين، فإن العبد أحوج ما يكون إلى الاعتراف بذنبه، والعلم بأسماء الله وبصفاته، وبآثار ذلك في ملكوته، وبربوبيته- جل وعلا- على خلقه، وبعبادته حق عبادته.
مناسبة هذا الباب للأبواب قبله: أن جميع الأبواب في معنى واحد، وهو أن شكر النعمة لله- جل وعلا- فيما أنعم به، يقتضي أن تنسب إليه- جل وعلا- وأن يحمد عليها، ويثنى عليه بها، وأن تستعمل في مراضيه- جل وعلا- وأن يتحدث بها، فالذي ينسب النعم إلى نفسه لم يحقق التوحيد؛ فإنه جمع بين ترك تعظيم الله- جل وعلا- وبين ادعاء شيء ليس له، وقد يعتقد في غيره أنه هو المنعم عليه، كقول القائل: لولا فلان لم يكن كذا، أو نحو تلك العبارات التي تدخل في قوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22] [البقرة: 22]