. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQقد أنعم عليه بذلك فهذا قد يؤديه إلى المهالك، وقد يسلب الله- جل وعلا- عنه النعمة بسبب لفظه.
فالواجب على العبد أن يتحرز في ألفاظه وبخاصة فيما يتصل بالله- جل وعلا-، أو بأسمائه وصفاته، أو بأفعاله وإنعامه، أو بعدله وحكمته، والتحرز في ذلك من كمال التوحيد؛ لأنه لا يصدر التحرز إلا عن قلب معظم لله، مجل لله، مخبت لله، يعلم أن الله- جل جلاله- مطلع عليه، وأنه سبحانه هو ولي الفضل، وهو ولي الإنعام، وهو الذي يستحق أن يجل فوق كل جليل، وأن يحب فوق كل محبوب، وأن يعظم فوق كل معظم.
فالله- جل جلاله- يجب توقيره وتعظيمه في الألفاظ، ومن ذلك ما عقد له الشيخ هذا الباب حيث قال: " باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} [فصلت: 50] [فصلت: 50] قال مجاهد في تفسيرها: " هذا بعملي، وأنا محقوق به. " يعني أنه نسب النعمة إلى نفسه، وأنه جدير وحقيق بها، وأن الله- جل وعلا- تفضل عليه لأنه مستحق لهذا الإنعام، والمال، والجاه، ولرفعة القدر عند الناس، فصار إليه ذلك الشيء من المال والرفعة والسمعة الطيبة لأنه مستحق لذلك الشيء بفعله وبجهده ونحو ذلك مما قد يطرأ على قلوب ضعفاء الإيمان وضعفاء التوحيد.
والواجب أن يعلم العبد أنه فقير غير مستحق لشيء على الله- جل وعلا- وأن الله هو الرب المستحق على العبد أن يشكره، وأن يذكره، وأن ينسب