. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQفيكون حلفه حلفا بمعظم به في العبادة، ويكون شركا أصغر بمجرد الحلف بغير الله، فكل من حلف بغير الله فهو مشرك الشرك الأصغر، قد يصل في بعض الأحوال إلى أن يكون مشركا الشرك الأكبر إذا كان يعبد هذا الذي حلف به.
وهناك يمين بغير الله في اللفظ فهذه أيضا شرك، ولو لم يعقد القلب اليمين، كمن يكون دائما على لسانه استعمال الحلف بالنبي، أو بالكعبة، أو بالأمانة، أو بولي، ونحو ذلك وهو لا يريد حقيقة اليمين، وإنما يجري على لسانه مجرى اللغو، فهذا أيضا شرك؛ لأنه تعظيم لغير الله - جل وعلا -.
" وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا ": هذا لأجل عظم الحلف بغير الله - جل وعلا - وأن الحلف بغير الله شرك، وأما الكذب فإنه كبيرة والشرك الأصغر هذا أعظم من الكبائر؛ فلهذا استحب أن يكذب مع التوحيد وألا يصدق مع الشرك؛ لأن حسنة التوحيد أعظم من سيئة الكذب؛ ولأن سيئة الشرك أشنع من سيئة الكذب.
" وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان» رواه أبو داود بسند صحيح ":: هذا من جهة الإرشاد إلى ما ينبغي أن يقال، فلا تجعل مشيئة العبد مقارنة مشتركة مع مشيئة الله، بل الواجب أن ينزه العبد لفظه حتى يعظم الله - جل وعلا -، والقلب المعظم لله - جل وعلا - لا يمكن أن يستعمل لفظا فيه جعل لمخلوق في مرتبة الله - جل وعلا - في المشيئة، أو في الحلف، أو في الصفات ونحو ذلك؛ لهذا قال: «لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان» وهذا النهي للتحريم؛ لأن هذا التشريك في المشيئة، شرك أصغر بالله - جل وعلا -.