. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQالأئمة كالخطابي وشيخ الإسلام في التدمرية: " أن القول في بعض الصفات كالقول في بعض " و " أن القول في الصفات كالقول في الذات يحتذى فيه حذوه وينهج على منواله " " ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن أنكروا ذلك فأنزل الله فيهم {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} [الرعد: 30] [الرعد: 30] " (?) فإنكار الصفة أو إنكار الاسم بمعنى عدم التصديق بذلك هذا جحد، وهذا يختلف عن التأويل، فالتأويل والإلحاد له مراتب يأتي بيانها إن شاء الله تعالى.
هذا الباب من الأبواب العظيمة في هذا الكتاب وبخاصة في هذا الزمن، لشدة الحاجة إليه، وترجمه المصنف - رفع الله مقامه في الجنة - بقوله: " باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} [النحل: 83] فوصف الكفار في سورة النحل التي تسمى سورة النعم، وصفهم بأنهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها، وإنكار النعمة أن تنسب إلى غير الله، وأن يجعل المتفضل بالنعمة غير الذي أسداها وهو الله جل جلاله.
فالواجب على العبد أن يعلم أن كل النعم من الله - جل وعلا - وأن كمال التوحيد لا يكون إلا بإضافة كل نعمة إلى الله - جل وعلا - وأن إضافة النعم إلى غير الله نقص في كمال التوحيد، ونوع شرك بالله جل وعلا؛ ولهذا تكون مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن ثمة ألفاظا يستعملها كثير من الناس في مقابلة النعم أو في مقابلة اندفاع النقم وتكون تلك الألفاظ نوع شرك بالله - جل وعلا - بل هي شرك أصغر بالله - جل وعلا - فنبه الشيخ - رحمه الله - بهذا الباب على ما ينافي كمال التوحيد من الألفاظ، وأن نسبة النعم إلى الله - جل وعلا - واجبة.
قوله: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} [النحل: 83] أخذ بعض أهل العلم من هذه الآية أن لفظ (المعرفة) يستعمل في القرآن وفي السنة غالبا فيما يذم من أخذ المعلومات كقوله - جل وعلا -: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146] [البقرة: 146] ، وكقوله في هذه