. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQوإسلامهم، فالدخول في تفاصيل ذلك غير مناسب إلا إذا كان المخاطب يعقل ذلك ويعيه، وليس أكثر الناس كذلك؛ ولهذا نهى الإمام مالك - رحمه الله - لما حدث عنده بحديث الصورة نهى المتحدث بذلك؛ لأن العامة لا يحسنون فهم مثل هذه المباحث، وهكذا في بعض المسائل في الأسماء والصفات لا تناسب العامة، فقد يكون سبب الجحد تحديث الرجل ببحث لا يعقله، فيؤول به ذلك إلى أن يجحد شيئا من العلم بالله - جل وعلا -، أو يجحد شيئا من الأسماء والصفات.
فالواجب على المسلم وبخاصة طالب العلم أن لا يجعل الناس يكذبون شيئا مما قاله الله - جل وعلا - أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم، ووسيلة ذلك التكذيب أن يحدث الناس بما لا يعرفون، وبما لا تبلغه عقولهم، كما جاء في الحديث الآخر: " ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " (?) وقد بوب على ذلك البخاري في الصحيح في كتاب العلم بقوله: " باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه "، وهذا من الأمر المهم الذي ينبغي للمعلم والمتحدث والواعظ والخطيب أن يعيه، وأن يحدث الناس بما يعرفون وأن يجعل تقوية التوحيد وإكمال توحيدهم والزيادة في إيمانهم بما يعرفون لا بما ينكرون.
" وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن