. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQوهذا كفر بنفسه؛ ولهذا قال - جل وعلا -: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} [الرعد: 30] يعني: باسم الله (الرحمن) ، وهذا اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مشتمل على صفة الرحمة؛ لأن (الرحمن) فيه صفة الرحمة ومبني على وجه المبالغة، فالرحمن أبلغ في اشتماله على صفة الرحمة من اسم (الرحيم) ؛ ولهذا لم يتسم به على الحقيقة إلا الله - جل وعلا - فهو من أسماء الله العظيمة التي لا يشركه فيها أحد، أما (الرحيم) فقد أطلق الله - جلا وعلا - على بعض عباده بأنهم رحماء، وأن نبيه صلى الله عليه وسلم، رحيم كما قال: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] [التوبة: 128.] .
والاسم والصفة بينهما ارتباط من جهة أن كل اسم لله - جل وعلا - مشتمل على صفة، فأسماء الله ليست جامدة، بل كل اسم من أسماء الله مشتمل على صفة، فالاسم من أسماء الله يدل على مجموع شيئين بالمطابقة. وهما: الذات، والصفة التي اشتمل عليها الاسم، ويدل على أحدهما - الذات أو الصفة - بالتضمن؛ ولهذا نقول: كل اسم من أسماء الله متضمن لصفة من صفات الله ودال بالمطابقة على كل من الذات والصفة، أي الذات المتصفة بالصفة حتى لفظ الجلالة (الله) الذي هو علم على المعبود بحق - جل وعلا - مشتق، على الصحيح من قولي أهل العلم؛ لأن أصله (الإله) حذفت همزته تخفيفا لكثرة دعائه وندائه بذلك في أصل العربية، فهو مأخوذ من (الإلهة) وهي العبادة، فلفظ الجلالة (الله) ليس اسما جامدا، بل هو مشتق من ذلك.
وجميع الصفات التي تتضمنها الأسماء كلها دالة على كمال الله - جل وعلا - وعلى عظمته، فالعبد المؤمن إذا أراد أن يكمل توحيده فليعظم العناية