. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQدلت عليه اللغة ودل عليه الشرع، وكذلك لم يعلموا متعلقات الأسماء والصفات وآثارها في ملك الله - جل وعلا - وسلطانه؛ لهذا عقد الشيخ - رحمه الله - هذا الباب لأجل أن يبين أن تعظيم الأسماء والصفات من كمال التوحيد وأن جحد الأسماء والصفات مناف لأصل التوحيد، فالذي يجحد اسما سمى الله به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم وثبت ذلك عنه وتيقنه فإنه يكون كافرا بالله - جل وعلا - كما قال سبحانه عن المشركين: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} [الرعد: 30] [الرعد: 30] .
والواجب على العباد من أهل هذه الملة، أن يوحدوا الله - جل وعلا - في أسمائه وصفاته، ومعنى توحيد الله في أسمائه وصفاته: أن يتيقن ويؤمن بأن الله - جل وعلا - ليس له مثيل في أسمائه ولا في صفاته كما قال ـ جل وعلا ـ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] [الشورى: 11] فنفى وأثبت، نفى أن يماثل الله شيء - جل وعلا - وأثبت له صفتي السمع والبصر.
قال العلماء: قدم النفي قبل الإثبات على القاعدة العربية المعروفة أن التخلية تسبق التحلية، فيجب أن يخلو القلب من كل براثن التمثيل ومن كل ما كان يعتقده المشركون الجاهلون من تشبيه الله بخلقه، أو تشبيه خلق الله به، فإذا خلا القلب من كل ذلك، وبرئ من التشبيه والتمثيل، أثبت ما يستحقه الله - جلا وعلا - من الصفات، فأثبت هنا صفتين وهما السمع والبصر.
وسبب ذكر السمع والبصر هنا في مقام الإثبات دون غيرهما من الصفات، أو دون ذكر غير اسم السميع والبصير من الأسماء؛ لأن صفتي السمع