. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQقوله: " أو تحليل ما حرم الله ": يعني أحلوا ما يعلم أن الله حرمه، مثاله: حرم الله الخمر فأحله العلماء أو أحله الأمراء، فمن أطاع عالما أو أميرا في اعتقاد أن الخمر حلال، وهو يعلم أنها حرام، وأن الله حرمها، فقد اتخذه ربا من دون الله - جل وعلا -.
ففي هذا الباب حكم وشرط، فالحكم قوله في آخره: " فقد اتخذهم أربابا " وهو جزاء الشرط، والشرط قوله: " من أطاع العلماء والأمراء "، وضابط هذا الشرط ما بينهما وهو قوله: "في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه "، وهذا يستفاد منه - يعني من اللفظ - أنهم عالمون بما أحل الله، فحرموه طاعة لأولئك، عالمون بما حرم، فأحلوه طاعة لهم.
قوله في آخره: " فقد اتخذهم أربابا "؛ ذلك لأجل آية سورة براءة: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31] وحديث عدي بن حاتم في ذلك.
والأرباب جمع الرب، والرب والإله لفظان يفترقان إذا اجتمعا، ويجتمعان إذا افترقا، لأن الرب هو: السيد الملك المتصرف في الأمر، والإله هو: المعبود، وقد سئل المصنف الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - عن الفرق بينهما الإله والرب في مثل هذه السياقات في نحو قوله: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 80] [آل عمران: 80] ، وفي نحو قوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]