. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQالله» (?) وجه الشاهد من ذلك: أنه جعل اليأس من روح الله، وهو ذهاب الرجاء من القلب، وترك الإتيان بعبادة الرجاء، جعله من الكبائر، وجعل الأمن من مكر الله، وهو ذهاب الخوف من الله - جل وعلا - من القلب جعله من الكبائر، فعدم الرجاء في الله من الكبائر، وعدم الخوف من الله - جل وعلا - من الكبائر، وهي كبائر من جهة أعمال القلوب، واجتماع الكبيرتين معا بأن لا يكون عنده رجاء ولا خوف، أعظم من كبيرة ترك الخوف وحده من الله، أو ترك الرجاء وحده من الله - جل وعلا -؛ ولهذا قرن بينهما في هذا الحديث حيث قال: «سئل عن الكبائر فقال: الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله» وبهذا يتبين لك الفرق بين اليأس من روح الله أو القنوط من رحمة الله والأمن من مكر الله، لأن اليأس راجع إلى ترك عبادة الرجاء، والأمن من مكر الله راجع إلى ترك عبادة الخوف، واجتماعهما واجب من الواجبات، وذهابهما أو الانتقاص منهما نقص في كمال توحيد من قام ذلك بقلبه.
" وعن ابن مسعود قال: أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله " (?) في هذا الأثر ما في الحديث قبله، لكن هنا فصل في القنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله، فجعل القنوط من رحمة الله شيئا، وجعل اليأس من روح الله شيئا آخر، وهذا باعتبار بعض الصفات لا باعتبار أصل المعنى، وإلا فإن القنوط من