. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــQولا ترادف في اللغة، بل هناك فروق بين المكر والاستدراج، والكيد، ونحو ذلك، لكن نقول هذا من جهة التقرير، فالمكر فيه استدراج وفيه زيادة أيضا على الاستدراج بحيث يكون قلب ذلك المستدرج آمنا من كل جهة.

" وقوله: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56] هذا فيه أن من صفة الضالين أنهم يقنطون من رحمة الله - جل وعلا -، ومعنى ذلك بالمفهوم أن صفة المتقين المهتدين أنهم لا يقنطون من رحمة الله، بل يرجون رحمة الله - جل وعلا -، والجمع بين الخوف والرجاء واجب شرعا، فإن الخوف عبادة، والرجاء عبادة، واجتماعهما في القلب واجب، فلا بد أن يكون هذا، وهذا جميعا في القلب حتى تصح العبادة.

ومن هنا اختلف العلماء في أيهما يغلب: الخوف أم الرجاء؟ هل يغلب العبد جانب الرجاء أو يغلب جانب الخوف؟ والتحقيق: أن ذلك على حالين: الأولى: إذا كان العبد في حال الصحة والسلامة فإنه إما أن يكون مسددا مسارعا في الخيرات، فهذا ينبغي أن يتساوى في قلبه الخوف والرجاء، فيخاف ويرجو؛ لأنه من المسارعين في الخيرات. وإذا كان في حال الصحة والسلامة وكان من أهل العصيان، فالواجب عليه أن يغلب جانب الخوف حتى ينكف عن المعصية. الحال الثانية: إذا كان في حال المرض المخوف فإنه يجب عليه أن يعظم جانب الرجاء على الخوف، فيقوم في قلبه الرجاء والخوف ولكن يكون رجاؤه أعظم من خوفه، وذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «لا يمت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه تعالى» (?) وذلك من جهة رجائه في الله - جل جلاله -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015