. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQكاره» (?) وجه الاستدلال من هذا الحديث قوله: " إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله ".
" من ضعف اليقين ": يعني من أسباب ضعف الإيمان، والذي يضعف الإيمان ارتكاب المحرمات؛ لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فدل على أن إرضاء الناس بسخط الله معصية وذنب ومحرم لأن هذا الذي أرضى الناس بسخط الله خافهم أو رجاهم، وهذا مناسبة إيراد الحديث في الباب.
" وعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس» رواه ابن حبان في صحيحه (?) هذا جزاء الذي أفرد الله بعبادة الخوف وجزاء الذي لم يكمل التوحيد في عبادة الخوف، فالذي التمس رضا الله بسخط الناس عظم الله وخافه، ولم يجعل فتنة الناس كعذاب الله؛ بل جعل عذاب الله- جل وعلا- أعظم فخاف الله وخشيه وطمع فيما عنده، فلم يلتفت إلى الناس، ولم يرفع بهم رأسا، فكان جزاؤه أن رضي الله عنه، وجعل الناس يرضون عنه.
«ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس» : لأنه ارتكب ذنبا بأن خاف الناس، وجعل خوفه من الناس سببا لعمل المحرم، أو ترك فريضة من فرائض الله؛ لهذا قال " من التمس رضا الناس بسخط الله " فكان جزاؤه أن سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس.
مناسبة الباب لكتاب التوحيد أن التوكل على الله فريضة من الفرائض، وواجب من الواجبات، وأن إفراد الله - جل وعلا- به توحيد، وأن التوكل على غير الله شرك مخرج من الملة، والتوكل على الله شرط في صحة الإسلام، وشرط في صحة الإيمان فالتوكل عبادة عظيمة، فعقد المؤلف -رحمه الله- هذا الباب لبيان هذه العبادة.
وحقيقة التوكل على الله - جل جلاله-: أن يعلم العبد أن هذا الملكوت إنما هو بيد الله- جل وعلا- يصرفه كيف يشاء، فيفوض الأمر إليه، ويلتجئ بقلبه في تحقيق مطلوبه وفي الهرب مما يسوءه، يلتجئ في ذلك ويعتصم بالله - جل جلاله- وحده، فينزل حاجته بالله ويفوض أمره إلى الله، ثم يعمل السبب الذي أمر الله به " فحقيقة التوكل في الشرع تجمع تفويض الأمر إلى الله- جل وعلا-، وفعل الأسباب، بل إن نفس الإيمان سبب من الأسباب التي يفعلها المتوكلون على الله، بل إن نفس التوكل على الله- جل وعلا- سبب من الأسباب، فالتوكل حقيقته في الشرع تجمع عبادة قلبية عظيمة، وهي تفويض الأمر إليه، والالتجاء إليه، والعلم بأنه لا أمر إلا أمره، ولا شيء إلا بما قدره وأذن به كونا، ثم فعل السبب الذي أوجب الله- جل وعلا- فعله أو