. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQ" وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: " من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك ":
هذه محبة في الله راجعة إلى الأمر والنهي وهي من أقسام المحبة.
قوله: " أحب في الله ". يعني: كانت محبته لذلك المحبوب لأجل أمر الله.
" أبغض في الله ". يعني: كان بغضه لذلك المبغض لأجل أمر الله.
" ووالى في الله ": كانت موالاته للعقد الذي بينه وبين ذاك في الله- جل وعلا- من أخوة إيمانية.
" وعادى في الله ". يعني: لما حصل بينه وبين ذاك الذي خالف أمر الله إما بكفر أو بما دونه.
" فإنما تنال ولاية الله بذلك ". يعني: إنما يكون العبد وليا من أولياء الله بهذا الفعل، وهو أن يوالي في الله ويعادي في الله- جل وعلا-.
والولاية- بالفتح- هي: المحبة والنصرة. يقال: والى ولاية يعني: أحب محبة، ونصر نصرة، وأما الولاية- بالكسر- فهي: الملك والإمارة قال- جل وعلا-: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} [الكهف: 44] [الكهف: 44] يعني: أن المحبة والنصرة إنما هي لله -جل وعلا- وليست لغيره، فقوله: " فإنما تنال ولاية الله بذلك " يعني: تنال محبة الله ونصرته بذلك، بأن يأتي بالمحبة في الله والبغض في الله.
" ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه، حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا،