. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQإلى أن قال: {أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التوبة: 24] وهذا وعيد فيدل على أن تقديم محبة غير الله على محبة الله كبيرة من الكبائر، ومحرم من المحرمات؛ لأن الله توعد عليه وحكم على فاعله بالفسق والضلال، فالواجب لتكميل التوحيد أن يحب العبد الله ورسوله فوق كل محبوب، ومحبة النبي -عليه الصلاة والسلام- هي في الله ليست محبة مع الله، لأن الله هو الذي أمرنا بحب النبي -عليه الصلاة والسلام-، فإن من أحب الله- جل وعلا- أحب رسله.
" عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» (?) قوله: " لا يؤمن أحدكم " يعني: الإيمان الكامل وقوله: "حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " يعني: أن يكون محابي مقدمة على محاب غيري، فحتى أكون أحب إليه وأعظم في نفسه من ولده ووالده والناس أجمعين، وفي حديث عمر المعروف «أنه قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-: إلا من نفسي فقال: " يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال عمر: أنت الآن أحب إلي من نفسي، قال: " فالآن يا عمر» يعني كملت الإيمان.
فقوله: «لا يؤمن أحدكم» يعني الإيمان الكامل حتى يقدم محبة النبي -عليه الصلاة والسلام- على محبة الولد والوالد والناس أجمعين، ويظهر هذا بالعمل، فإذا كان يقدم محاب هؤلاء على ما فيه مرضاة الله- جل وعلا-