. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQوهنا تنبيه في هذه المسألة: وهو ما يحصل أحيانا من بعض الناس من أنهم يقولون في الوسمي مثلا إذا طلع يأتي المطر، ونجم سهيل إذا طلع فسيحصل كذا، ونحو ذلك، فهذا القول كما علمت له حالان.
الحال الأولى: أن يقول ذلك معتقدا أن النجم أو البرج الذي أتى هو زمن جعل الله سنته فيه أنه يأتي فيه المطر، وإن شاء الله سيأتي مطر ونحو ذلك، فهذا جعل للوسم زمنا، وهذا جائز.
الحال الثاني: أن يقول: الوسم جاء وسيأتي المطر، أو طلع النجم الفلاني وسيأتينا كذا وكذا، معتقدا أن هذا الفصل أو ذلك البرج أو ذلك النجم سببا، فهذا كفر ونسبة للنعمة لغير الله، واعتقاد تأثير أشياء لا تأثير لها.
فينبغي أن يفرق بين ما يستعمله العوام من جعل تلك المواسم، والنجوم أزمانا وأوقاتا للمطر أو للبرد، أو الحر، وبين نسبة أهل الشرك والضلال الأفعال للنجوم، إما استقلالا، وإما على وجه التسبب.
هذا الباب والأبواب التي بعده شروع من الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله- في ذكر العبادات القلبية، وما يجب أن تكون عليه تلك العبادات من الإخلاص لله- جل وعلا-، فهذا في ذكر واجبات التوحيد ومكملاته، وبعض العبادات القلبية، وكيف يكون إفراد الله- جل وعلا- بها. وابتدأها بباب المحبة، وأن العبد يجب أن يكون الله- جل وعلا- أحب إليه من كل شيء حتى من نفسه، وهذه المحبة المراد منها محبة العبادة، وهي المحبة التي فيها تعلق بالمحبوب، بما يكون معه امتثال للأمر رغبا إلى المحبوب واختيارا، واجتناب النهي رغبة واختيارا.
فمحبة العبادة هي: المحبة التي تكون في القلب، يكون معها الرغب والرهب، والطاعة والسعي في مراض المحبوب والبعد عما لا يحب المحبوب. والموحد لم يوحد الله إلا بسبب ما وقر في قلبه من محبة الله- جل وعلا- لأنه استدل بربوبية الله- جل وعلا- وأنه الخالق وحده، وأنه ذو الملكوت وحده، وأنه ذو الفضل والنعمة على عباده وحده، وأنه محبوب، وأنه يجب أن يحب، وإذا أحب العبد ربه فإنه يجب عليه أن يوحده بأفعال العبد حتى يكون محبا له على الحقيقة؛ لذلك نقول: المحبة التي هي من العبادة هي المحبة التي يكون فيها اتباع للأمر، واجتناب للنهي، ورغب ورهب؛ ولهذا قال طائفة من أهل العلم: المحبة المتعلقة بالله ثلاثة أنواع:
1 - محبة الله على النحو الذي وصفنا، وهذا نوع من العبادات الجليلة ويجب إفراد الله- جل وعلا- بها.
2 - محبة في الله، وهو أن يحب الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وأن يحب الصالحين في الله، وأن يحب في الله، وأن يبغض في الله.