. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQلعنه الله ومن عبد الطاغوت. ووجه الاستشهاد من الآية أن عبادة الطاغوت وقعت في أولئك الملعونين، وبما أن ما وقع في الأمم السالفة بخبر النبي صلى الله عليه وسلم سيقع في هذه الأمة، فإننا نعلم أن في هذه الأمة من سيعبد الطاغوت كما عبدها أولئك، وعبادة الطاغوت عامة- كما ذكرنا- يدخل فيها عبادة الأوثان من عبادة القبور، وتأليه أصحابها، والتوسل بهم إلى الله- جل وعلا-، والاستشفاع بهم إلى الله- جل وعلا-، أو طلب الشفاعة منهم، ونحو ذلك من الوسائل الشركية، أو ما هو من الشرك الأكبر، فحصلت عبادة الأوثان من القبور، ومن المشاهد، ومن الأشجار ومن الأحجار، ونحو ذلك مما اعتقد فيه الجهلة الذين تركوا دين محمد -عليه الصلاة والسلام-. " وقوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: 21] [الكهف: 21] : قصة أصحاب الكهف معروفة، وهذه الجملة بعض آية من قصة أصحاب الكهف، جعلهم الله- جل وعلا- آية، كما قال تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} [الكهف: 25] [الكهف: 21] واطلع الناس على أنهم مكثوا أحياء هذه المدة الطويلة، فاعتقدوا فيهم، ولما ماتوا تنازعوا في أمرهم.
فمنهم من قال: {ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا} [الكهف: 21]
ومنهم من قال: اجعلوا لهم فناء ودارا، وعظموا مكانهم، واختلف الناس فيهم في ذلك الزمان، قال الله- جل وعلا-: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: 21] [الكهف: 21] .