. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQوقد يحتج بعض المشركين والخرافيين بأن هذه الأمة حماها الله - جل وعلا - من أن تعود إلى عبادة الأوثان، وعصمت من الوقوع في الشرك الأكبر بدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام: «إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم» (?) فلما قال عليه الصلاة والسلام: «إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب» (?) علمنا أن عبادة الشيطان لا تكون في هذه الأمة، وأن الشرك الأكبر لا يكون، هكذا يدعي القبوريون.
والجواب: أن هذا الاحتجاج في غير موضعه، وفهم ذلك الدليل، وذلك الحديث، ليس على ذلك النحو، وجواب ما قالوا من أن قوله عليه الصلاة والسلام: «إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب» هو أن نقول: إن الشيطان لا يعلم الغيب، وهو حريص على إغواء بني آدم، كما قال تعالى: {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 62] [الإسراء: 62] هو أيس ولكن لم يأيسه الله - جل وعلا - فالشيطان أيس بنفسه لما رأى عز الإسلام، ولما رأى ظهور التوحيد على الكفر في جزيرة العرب، فأيس لما رأى ذلك ولكنه لم يأيسه الله - جل وعلا - من أن يعبد في جزيرة العرب.
ثم إن في قوله: " أيس أن يعبده المصلون " إشارة إلى أن أهل الصلاة، هم الذين لا تتأتى منهم عبادة الشيطان، لأن المصلين لا شك أنهم آمرون بالمعروف ناهون عن المنكر؛ لأن المصلي هو الذي أقام الصلاة، ومن أقام الصلاة فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأعظم المنكر الذي سينكره