. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــQبالله جل وعلا، ومن سوء الظن بالله، ومن تشبيه المخلوق بالخالق، وهذا كفر والعياذ بالله.

فالحد المأذون به شرعا في حقهم مطلوب، وهذه هي الحالة الأولى. والغلو مذموم شرعا، ومنهي عنه، وهذه هي الحالة الثانية، ويقابلها: الجفاء، في حقهم وهي الحالة الثالثة. وهذا الجفاء له صور منها: عدم موالاتهم، وبخسهم حقهم، وترك محبتهم، فالحاصل: أن كل تقصير في حقهم يعد جفاء، وكل زيادة فيه يعد غلو.

قوله: " وقول الله عز وجل: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171] مناسبته للباب ظاهرة، وهي: أنه تعالى نهى أهل الكتاب عن الغلو، فقال: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171] [النساء: 171] ، ووجه الاستدلال من الآية أنه قال: {لَا تَغْلُوا} [النساء: 171] و (تغلو) فعل جاء في سياق النهي فهو يعم جميع أنواع الغو في الدين، أي: لا تغلو بأي نوع من أنواع الغلو في الدين، أي لا تغلو بأي نوع من أنواع الغلو في الدين؛ فنهوا عن أي نوع من أنواع الغلو. فيدخل في هذا عموم الغلو في الصالحين وغيرهم.

والمتأمل لحال أهل الكتاب، ولما قص الله - جل وعلا - من أخبارهم: يجد أنهم قد غلوا في صالحيهم، كغلو النصارى - مثلا - في عيسى - عليه السلام - وفي أمه وفي حوارييه، وكغلو اليهود - أيضا - في عزير، وفي أصحاب موسى، وفي أحبارهم، وفي رهبانهم وهكذا. فحصل الغلو في أهل الكتاب بأن جعلوا للرسل والأنبياء خصائص الألوهية من جهة التوجه لهم، وقد قال الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015