. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQبهم. ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق، وسيد ولد آدم قد نفى الله عنه أن يملك الهداية - وهي نوع من أنواع المنافع - دل ذلك على أنه عليه الصلاة والسلام، ليس له من الأمر شيء، كما جاء فيما سبق في باب قول الله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [الأعراف: 191] [الأنعام: 191] في سبب نزول قول الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] [آل عمران: 128] ، فإذا كان النبي - عليه الصلاة والسلام - ليس له من الأمر شيء، ولا يستطيع أن ينفع قرابته، كما جاء في قوله: " يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئا " (?) أقول: إذا كان هذا في حق المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يغني من الله - جل وعلا - عن أحبابه شيئا، وعن أقاربه شيئا ولا يملك شيئا من الأمر، وليست بيده هداية التوفيق، فإنه أن ينتفي ذلك، وما دونه، عن غير النبي صلى الله عليه وسلم من باب أولى.
فبطل - إذا - كل تعلق للمشركين - من هذه الأمة - بغير الله جل وعلا؛ لأن كل من تعلقوا به هو دون النبي عليه الصلاة والسلام بالإجماع، فإذا كانت هذه حال النبي عليه الصلاة والسلام، وقد نفى الله عنه ملك هذه الأمور، فإن نفي ذلك عن غيره من باب أولى.
قال هنا: " باب قول الله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] (لا) هنا نافية، وقوله " تهدي " الهداية المنفية هنا: هي هداية التوفيق، والإلهام الخاص، والإعانة الخاصة، وهي التي يسميها العلماء: هداية التوفيق