. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــQالأحياء؛ لأنهم في دار تكليف ويقدرون على الإجابة، وقد أذن الله في طلب الشفاعة منهم؛ ولهذا كان الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ربما أتى بعضهم النبي عليه الصلاة والسلام وطلب أن يشفع له، يعني: أن يدعو له.

فمسألة الشفاعة من المسائل التي تخفي على كثيرين بما في ذلك بعض أهل العلم؛ ولذا وقع بعضهم في أغلاط، في مسألة طلب الشفاعة من النبي - عليه الصلاة والسلام - كما فعل النووي وابن قدامة في المغني وغيرهما. وهذا لا يعد خلافا في المسألة؛ لأن هذا الخلاف راجع إلى عدم فهم حقيقة هذا الأمر، ومسألة الشفاعة مسألة فيها خفاء؛ ولهذا يقول بعض أهل العلم من أئمة الدعوة رحمهم الله: إقامة الحجة في مسائل التوحيد تختلف بحسب قوة الشبهة، فأقل الشبهات ورودا، وأيسر الحجج قدوما على المخالف هو فيما يتعلق بأصل دعوة غير الله معه، وبالاستغاثة بغير الله، والذبح لغيره، ونحو ذلك. ومن أكثرها اشتباها - إلا على المحقق من أهل العلم - مسألة الشفاعة؛ ولهذا فإن الشيخ - رحمه الله - أتى بهذا الباب، وقال: " باب الشفاعة " وبين لك - بما ساق من الأدلة من الكتاب والسنة - أن الشفاعة التي تنفع لا تصح إلا بشروط، وكذلك فإن هناك شفاعة منفية، فليست كل الشفاعة مقبولة، بل منها ما يقبل، ومنها مالا يقبل؛ فالمقبول منها: له شروط وضوابط، والمردود منها: فلقيام أوصاف توجب ردها.

فالحاصل: أن الشفاعة الواردة في القرآن والسنة: قسمان: شفاعة منفية، وشفاعة مثبتة. فالشفاعة المنفية: هي التي نفاها الله - جل وعلا - عن أهل الإشراك، وأول الأدلة التي ساقها الشيخ - رحمه الله - في بيان هذه المسألة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015