. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQفقوله تعالى: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: 60] هنا: إنكار عليهم، بسبب أنهم فيما سبق يقرون له بخلق السماوات والأرض، وغيرها من الأمور الوارد ذكرها في الآيات، فإذا كانوا يقرون بأن الذي خلقها هو الله، فكيف - إذا - يتخذون إلها مع الله؟ ! فهذا سبب الإنكار عليهم؛ لأن الذي أنزل لهم من السماء ماء فأنبت لهم به حدائق ذات بهجة هو الله، فكيف يتخذون إلها معه؟ ولهذا قال جل وعلا: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: 60] فهذا إنكار عليهم. وقوله {بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [النمل: 60] يعني: يعدلون بالله غيره، أو يعدلون غير الله - جل وعلا - به، يعني: يساوون هذا بهذا، أو يعدلون، يعني: يصرفون عن الحق، وينصرفون عنه إلى غيره، فكيف يعدلون عن الحق إلى غيره؟ أو كيف يعدلون بالله غيره من الآلهة؟ !! وهكذا الآية التي بعدها وهي قوله: {أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا} [النمل: 61] وجواب المشركين على هذا السؤال في قوله: {أَمَّنْ} [النمل: 61] هو: الله؛ فقد كانوا مقرين بأنه المتفرد بهذه الأمور، قال جل وعلا {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [النمل: 61] ثم قال جل وعلا {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62]