. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــQالشفاعة بدون إذن الله - جل وعلا - ومشيئته. فهذا الباب - إذا - هو أحد الأبواب التي فيها البرهان على استحقاق الله للعبادة وحده دون ما سواه.

والقرآن فيه كثير من الأدلة والبراهين على أن المستحق للعبادة هو الله - جل وعلا - وحده دون ما سواه؛ فمن تلك الأدلة والبراهين: ما في القرآن من أدلة فيها إقرار المشركين بتوحيد الربوبية، فكل ذلك النوع من الأدلة: فيه دليل على أن المستحق للعبادة هو من أقررتم له بالربوبية. ومن الأدلة والبراهين على ذلك - أيضا - ما جاء في القرآن: من نصر الله - عز وجل - رسله وأولياءه على أعدائهم، من طوائف الشرك، وكيف أنهم ذلوا وخضعوا وغلبوا أمام طوائف أهل الإيمان وجند الله - جل وعلا - من الرسل والأنبياء وأتباعهم، فهذا نوع آخر من الأدلة، وهو أنه ما من طائفة موحدة بعث الله - جل وعلا - إمامها ورسولها بقتال المشركين إلا نصرها، وأظفرها، حتى صارت العاقبة لهم. وأدلة هذا في القرآن كثيرة، نقرؤها في: قصص الأنبياء، وقصص القرى، وما جاء في بيان عاقبة الأمم والقرى المخالفين لرسلهم، فهذا دليل على أن التوحيد هو الحق وأن الشرك باطل. ومن الأدلة والبراهين على تقرير استحقاق الله تعالى للعبادة دون من سواه: ما تضمنه القرآن من بيان ضعف المخلوق، الذي يعلم هذا، ويلمسه بنفسه؛ وكيف أنه جاء إلى الحياة بغير اختياره، بل الله - جل وعلا - الذي أتى به إلى هذه الحياة وسيخرجه منها بغير اختياره أيضا. مما يدل على أنه مقهور، وهو يعلم - قطعا - أن الذي قهره وأذله وجعله على هذه الحالة ليست هي تلك الآلهة، وإنما هو الله - جل وعلا - وحده هو الذي يحيي ويميت، وهذا إقرار عام، يعلمه كل أحد من فطرته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015