. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــQوبنَسْك النسائك له سبحانه؛ لأن الخير الذي حصل لك إنما أسداه - جل وعلا - وحده.

إذن: فوجه الدلالة من هذه الآية على الباب: أن النحر عبادة، وقد قال - جل وعلا - {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2] [الكوثر: 2] يعني: وانحر لربك، فأصبح النحر والذبح لغير الله خارجا عما أمر الله فمن نحر أو ذبح لغير الله: فقد صرف العبادة لغيره - جل وعلا -.

قال - رحمه الله -: وعن علي رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: «لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا لعن الله من غيّر منار الأرض» رواه مسلم.

الشاهد من هذا قوله: «لعن الله من ذبح لغير الله» ، وهذا وعيد يدل على أن الذابح لغير الله ملعون، واللعن هو: الطرد والإبعاد من رحمة الله - جل وعلا - فإذا كان الله هو الذي لعن فيكون قد طرد وأبعد هذا الملعون من رحمته الخاصة. وأما رحمته العامة فهي تشمل المسلم والكافر، وجميع أصناف الخلق. وإن كان قوله: «لعن الله من ذبح لغير الله» دعاء عليه باللعن؛ فكأن النبي عليه الصلاة والسلام قال ذلك؛ داعيا على من ذبح لغير الله - جل وعلا - باللعن وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله - جل وعلا -، وهذا يدل على أن الذبح لغير الله من الكبائر ومن المعلوم أن اقتران ذنب من الذنوب باللعن يدل على أنه من كبائر الذنوب، وهذا ظاهر من جهة: أن الذبح لغير الله شرك بالله - جل وعلا - يستحق صاحبه اللعنة والطرد والإبعاد من رحمته - جل وعلا -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015