الجواب: أنه يحتمل أنه أراد بذلك (أن يحكم النبيون) من بني إسرائيل إذ لا يمكن حمله على جميع النبيين لأن من قبل موسى لا يحكم بها ومن بعده لا يحكم بها أيضاً، لأن عيسى ونبينا عليهما السلام قد نسخ شرعهما كثيراً منها كالسبت وغيره.
جواب آخر: ظاهر الآية يقتضي أن يحكم بها جميع النبيين/105 أوبذلك يوجب حملها على الحكم بالتوحيد وتبليغ الرسالة ليدخل في ذلك الجميع، فأما الحكم في الشرائع فلا يمكن اجتماع النبيين على ما في التوراة (منها) لأن بعضهم قد نسخ بعض ما في التوراة (فثبت ما قلنا).
1052 - احتج بقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً}.
الجواب: أن اسم الملة لا يقع إلا على أصل الدين من التوحيد والإخلاص لله بالعبادة دون الفروع ولهذا (لا) يقال: ملة أحمد وأبي حنيفة والشافعي يراد بذلك مذاهبهم، ولا يقال: ملة أحمد وأبي حنيفة مختلفة، ولهذا قال في آخر الآية "وما كان من المشركين" ولأن ملة إبراهيم انقطع نقلها فلا يجوز أن يؤمر بما لا سبيل إليه.