قيل: هذا لا يصح لوجهين:
أحدهما: أنه لو كان حقيقة فيه، لكان إذا قال: رأيت حماراً، أن لا يسبق إلى فهمه الحمار المعهود، بل ينزل هو والرجل البليد لأنه على قوله حقيقة فيهما، فلما سبق فهمه دل على أنه مجاز في الرجل البليد.
والثاني: أنه يحصل نفيه، فإن قال: أردت أنه في البلادة وقلة الذكاء مثله.
قيل: فهذا التشبيه يدل على أنه مجاز.
فإن قيل فنحن نقول: هو حقيقة إذا انضمت إليه ((مثل)) هذه القرائن.
قيل: هذه التشبيهات في كتب أصحاب اللغة وأشعارهم مجاز.
والثاني: أنه لما احتاج إلى قرينة دل على أنه مجاز لأن الحقيقة لا تحتاج إلى قرائن 12 أ/.
94 - احتج المخالف بأن الحقيقة قد عمت جميع الأشياء، فما بنا حاجة إلى المجاز، لأنه لا يفيد ويكون ذلك عبثاً.
والجواب: أنه يفيد (الغاية) لأنه لو قال: هذا رجل سخي كريم سمح ما بلغ بمثل قوله: هذا بحر، والثاني: أنه يفيد الاختصار في الكلام وحذفه وعدم تطويله لأنه إذا أراد أن يصف نفسه