فإن قيل: هناك وقع البيان بقوله.
قيل: معلوم أنه قوله: "خذوا عني مناسككم" و"صلوا كما رأيتموني أصلي"/84 ب لا تعلم منه المناسك ولا الصلاة، وإنما بان ذلك وعلم بفعله.
وإن أرادوا (به) أنه لا يحسن، لأنه يؤدي إلى تأخير البيان فإن تأخير البيان جائز عند أصحابنا على ما (سنذكره) إن شاء الله. وعلى قول الباقين لا يجوز تأخير البيان عن (وقت) الخطاب، إلا أنه لا يلزم لأنه يمكن أن يتعقب الفعل القول كما يتعقب القول الفعل، وإن طال الفعل فإن القول قد يطول زماناً ثم يقع به البيان كذلك الفعل، ولأنه إذا كان في التأخير تأكيد البيان من حيث حصول المشاهدة، جاز ذلك، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً سأله عن أوقات فقال (له): "صل معنا" فبين له الأوقات بالفعل في يومين ولم يعد ذلك من تأخير البيان، فصح ما قلناه.
866 - فصل: ويجوز أن يكون البيان أضعف من المبين، فيكون مظنوناً والمبين معلوماً، (ولهذا يقبل خبر الواحد في بيان القرآن ويخصصه)