ذلك صدقاً أو كذبا، ألا ترى (أن) قوله تعالى: {وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} ليس بحق وهو حقيقة فيما وضعوه وأرادوه، وكذلك قول اليهود: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} ليس بحق وهو حقيقة من قولهم ووضعهم، وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا أنجشة رفقاً بالقوارير" وأراد النساء، ليس بحقيقة وإنما هو استعارة، ثم هو حق فيما أراد النبي صلى الله عليه وسلم.

844 - فصل: ما (يفرق) به يبين الحقيقة والمجاز يكون بنص (من) أهل اللغة أو بضرب من الاستدلال فأما نصهم (فأن يقولوا) هذا حقيقة (وهذا مجاز، أو يقولوا إذا أريد بهذه اللفظة كذا فهو حقيقة وإذا أريد بها كذا فهو مجاز، أو يحددوا الحقيقة بحد، والمجاز بحد).

وأما الاستدلال: فإن يكونوا إذا أرادوا معنى من المعاني اقتصروا على لفظة مخصوصة، وإن أرادوا بها معنى آخر لم يقتصروا على تلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015