وقوله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} فلو كان كله على لفظ الحقيقة لم يحتج إلى بيان.
841 - احتج بأن العدول (عن الحقيقة) إلى المجاز يقتضي العجز عن الحقيقة، وذلك/ 82 أمستحيل في صفة الله سبحانه.
الجواب: أنه إنما يفتضى العجز لو لم يحسن العدول إلى المجاز مع التمكن من الحقيقة، لأن فيه زيادة فصاحة واختصار ومبالغة في التشبيه، ولو لم يكن فيه هذه المعاني، لجاز أن يكون فيه مصلحة لا نعلمها.
جواب آخر: أنا قد بينا أن المراد أن يأتي بالقرآن على لغة العرب ومذاهبهم ليبين عجزهم عن الإتيان بمثله وهو على طريقتهم ولهذا (كرر): {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} و {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} وما أشبه ذلك كما تفعل العرب في كلامها (لا للحاجة) - سبحانه وتعالى (عن) ذلك - ولأنه لو جاز أن يقال: كلامه بالمجاز للحاجة، (يفسر) كلامه بالحقيقة للحاجة.