والمجاز: ما أفيد به غير ما وضع له.

وهو أقوى من الأول لأن الأول عنده إذا قال الواضع: سموا هذا حائطاً أو قال قد سميت هذا حائطاً لا يكون قوله في تلك الحال حقيقة ولا مجازاً لأنه/79 ألم يتقدم (ذلك) مواضعة واصطلاح، وهذا خطأ لأن الكلام إذا خلا عن حقيقة ومجاز كان مهملاً، وهذا كلام مفهوم غير مهمل.

فإن قيل: فحدكم يلزم عليه أن يكون من استعمل (اسم) السماء (في الأرض قد) تجوز به لأنه (قد) أفاد به غير ما وضع له.

قلنا: كذا نقول، ومن سلم قال: الأرض (لا) تعقل من اسم السماء، والأسد في الشجاع يفهم إذا علمنا أنه لم يرد باللفظ الحقيقة، ولهذا لو أطلق قوله أسد جوز السامع أن يكون قد استعمله في (الشجاع)، ولا يجوز (إذا) أطلق السماء أن يكون قد استعملها في الأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015