والغاوون من جميع العباد هم الأقل لأن الملائكة كلهم غير غاوين {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ}. {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} وهم أكثر الخليقة، ويضاف إليهم من آمن من الإنس والجن، فيكونون أكثر من الغاوين بغير شك فثبت ما قلنا.

فإن قيل: فقد نقل (إليهم) ذلك عن أهل (اللسان) قال الشاعر:

أدوا التي نقصت سبعين من مائة ... ثم ابعثوا حكماً بالحق قواما

قلنا: ابن فصال النحوي، قال لم يثبت هذا البيت عن العرب، وإنما هو مصنوع. ثم لو صح، فليس باستثناء لأنه لم يأت فيه بحرف الاستثناء، (وحروف) الاستثناء (معروفة) محصورة، ولأن المراد بها الاقتضاء ببقية دية المقتول كأنه قال: قد بقى عليكم أكثر الدية (وادفعوه ذكر ذلك) ابن عرفه النحوي في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015