قلنا: هذا كان مستفاداً من الاسم قبل دخول الألف واللام عليه/ 55 ألأنك لو قلت رأيت إنساناً، لأفاد أنك رأيت واحداً من هذا الجنس، كما لو قلت: رأيت الإنسان.
فإن قيل: قول القائل رأيت الإنسان لا يطلق إلا على إنسان يعرفه المتكلم والسامع، وقد تقدم ذكره لهما فيفيد ذلك الشخص بعينه.
قلنا: لو صح هذا لما قال تعالى: {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً} {وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} وليس بيننا وبينه في ذلك عهد متقدم يرجع اللفظ إليه، فدل على أن ابتداء الخطاب (به) لا يقتضي (المعهود إنما يقتضي) الجنس على ما بيننا.
545 - دليل ثان: أنه لو لم يقتض الاستغراق لما حسن الاستثناء منه بلفظ الجمع وقد قال تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.
وهذا يدل على أنه للجنس والاستغراق.
فإن قيل: (هذا) استثناء من غير الجنس.