(قلنا): الخطأ لا يثاب عليه، وإنما يثاب على قصده إلى الصواب واجتهاده في طلب الحق، وهو قولنا.
فإن قيل: المراد بهذا (الخبر) خطأ الأشبه.
(قلنا): لا معنى للأشبه الذي تذكرون، وسنبين ذلك إن شاء الله.
خبر آخر: روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا بعث جيشاً قال لهم في وصيته: "فإذا حاصرتم حصناً أو مدينة، فطلبوا منكم أن تنزلوهم على حكم الله، فلا تنزلوهم، فإنكم لا تدرون ما حكم الله فيهم"، وهذا يدل على أن لله حكماً في الحارثة، وأنه ليس هو ما يؤدي إليه الاجتهاد قطعاً ويقيناً.
فإن قيل: أراد بذلك مخافة أن يحكموا فينزل الله تعالى حكماً غير (ذلك الذي حكموا به).
(قلنا): فهذا يدل على أن لله حكماً، قد يدركه