فإن قيل: قد يقول الإنسان: صلِّ للتقرب إلى الله عز وجل، ولا يكون التقرب علة في وجوب الفعل.
(قلنا): لأنه لم يعلل الوجوب بالتقرب، وإنما علل (الفعل للصلاة) بالتقرب، ونحن نقول: علة فعل الصلاة، والباعث عليه التقرب.
وأما التنبيه فضروب منها أن يكون في الكلام (لفظ) غير صريح في التعليل، فيعلق الحكم على علته بلفظ الفاء (وهو) على ضربين.
أحدهما: أن تدخل الفاء (على السبب) والعلة، ويكون الحكم متقدماً (كقوله) صلى الله عليه وسلم في المحرم حيث (وقصته) ناقته: "لا تخمروا رأسه، ولا تقربوه طيباً، فإنه يحشر يوم القيامة ملبياً"، (وكقوله) في قتلى أحد: "زملوهم بكلومهم،