وعلى أن الفاء تكون للتعقيب، وثم تكون للترتيب، فلم يبق إلا أن الواو تكون للجمع من غير هذين المعنيين.
121 - وأيضاً: فإن الجمع هو معنى معقول، ولا بد أن تضع العرب له لفظه يعرف بها ليس هو إلا واواً.
فإن قيل: فهنالك لفظة تدل عليه وهي قولهم مع قيل: لعمري إن مع للجمع إلا أنها في موضع واحد وهو في حال الاشتراك ونحن نريد لفظة تكون في حال الاشتراك وغير حال الاشتراك.
فإن قيل: هناك لفظة تدل على الاشتراك في الجمع وغيره وهو أن يقول ((رأيت زيداً، رأيت بكراً، رأيت خالداً)).
قيل لعمري إنه كما ذكرتم إلا أن يكون عياً من الكلام لأنه تكرار لفظة واحدة بمعنى واحد، والعرب لم تستعمل هذا.
122 - وأيضاً فإنه لو كانت واو الجمع تكون للترتيب، لدخلت في جزاء الشرط، ومعلوم أنه إذا قال: إن دخل زيد داري فأعطه درهماً حسن ذلك، ولو قال إن دخل زيد داري وأعطه درهماً لم يحسن ذلك.
ثم الجواب يبطل (بوجهين): أحدهما: أنه يبطل بثم فإنها لا تدخل في جزاء الشرط وتكون للترتيب، والوجه الآخر: أنهم يقولون إن كلامنا في واو العطف وها هنا ليس واو العطف.