(الفتح:18) وكان من نتائج ذلك الإخلاص أن جعلهم قادرين على ما كانوا عنه عاجزين قال تعالى: {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً} (الفتح:21) .
وكذلك كان الإخلاص لله تعالى والتوكل عليه سبباً لنصر الله تعالى للمؤمنين في غزوة الأحزاب، حيث قال تعالى عنهم أنهم قالوا: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} (الأحزاب: 22) .
فلما كان هذا حالهم جاء نصر الله تعالى الذي لا غالب إلا هو، جاء بأن أرسل الله تعالى على أعدائه جنوداً من عنده لم يرها المؤمنون، كما أرسل عليهم ريحاً باردة في ليلة مظلمة بعثرت آنيتهم، وأطفأت نيرانهم فلم يلو أحد منهم على صاحبه.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً} (الأحزاب: 9) .
وقال تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً. وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً. وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً} (الأحزاب: 25-27) .
وإذا كان بالتوكل على الله تعالى وصدق التوجه إليه يكسر الحصار العسكري، فبه كذلك يكسر الحصار الاقتصادي.