وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ: لَا نَعْلَمُ هَلْ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْأَسَامِي فِي الْحَدِيثِ, أَوْ مِنْ قَوْلِ الرَّاوِي.

قُلْت: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ اخْتِلَافِهَا, وَإِنْ كَانَ حَدِيثُ الْوَلِيدِ أَرْجَحَهَا؛ مِنْ حَيْثُ الْإِسْنَادُ.

وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: جَاءَ فِي إحْصَائِهَا أَحَادِيثُ مُضْطَرِبَةٌ, لَا يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ أَصْلًا, وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: حَدِيثُ التِّرْمِذِيِّ لَيْسَ بِالْمُتَوَاتِرِ, وَفِي بَعْضِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي فِيهِ – شُذُوذٌ, وَقَدْ وَرَدَ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ" , وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ التِّرْمِذِيِّ وَاحِدٌ مِنْهَا, انْتَهَى.

وَقَالَ الْغَزَالِيُّ: لَمْ أَعْرِفْ أَحَدًا مِنْ الْعُلَمَاءِ اعْتَنَى بِطَلَبِ الْأَسْمَاءِ وَجَمَعَهَا مِنْ الْكِتَابِ - سِوَى رَجُلٍ مِنْ حُفَّاظِ أَهْلِ الْمَغْرِبِ يُقَالُ لَهُ: عَلِيُّ بْنُ حَزْمٍ، فَإِنَّهُ قَالَ: صَحَّ عِنْدِي قَرِيبٌ مِنْ ثَمَانِينَ اسْمًا, اشْتَمَلَ عَلَيْهَا الْكِتَابُ, قَالَ: فَلْيُتَطَلَّبْ الْبَاقِي مِنْ الصِّحَاحِ مِنْ الْأَخْبَارِ.

قَالَ الْغَزَالِيُّ: وَأَظُنُّهُ لَمْ يَبْلُغْهُ الْحَدِيثُ الَّذِي فِي عَدَدِ الْأَسْمَاءِ, أَوْ بَلَغَهُ وَاسْتَضْعَفَ إسْنَادَهُ انْتَهَى. وَقَدْ قَدَّمْنَا قَوْلَهُ الدَّالَّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُصَحّ عِنْدَهُ.

وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي شَرْحِ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى لَهُ: الْعَجَبُ مِنْ ابْنِ حَزْمٍ, ذَكَرَ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى نَيِّفًا وَثَمَانِينَ فَقَطْ, وَاَللَّهُ يَقُولُ: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38] , ثُمَّ سَاقَ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ حَزْمٍ "وَهُوَ اللَّهُ, الرَّحْمَنُ, الرَّحِيمُ, الْعَلِيمُ, الْحَكِيمُ, الْكَرِيمُ, الْعَظِيمُ, الْحَلِيمُ, الْقَيُّومُ, الْأَكْرَمُ, السَّلَامُ, التَّوَّابُ, الرَّبُّ, الْوَهَّابُ, الْإِلَهُ, الْقَرِيبُ, الْمُجِيبُ, السَّمِيعُ, الْوَاسِعُ, الْعَزِيزُ, الشَّاكِرُ, الْقَاهِرُ, الْآخِرُ, الظَّاهِرُ, الْكَبِيرُ, الْخَبِيرُ, الْقَدِيرُ, الْبَصِيرُ, الْغَفُورُ, الشَّكُورُ, الْغَفَّارُ, الْقَهَّارُ, الْجَبَّارُ, الْمُتَكَبِّرُ, الْمُصَوِّرُ, الْبَرُّ, الْمُقْتَدِرُ, الْبَارِئُ, الْعَلِيُّ, الْوَلِيُّ, الْقَوِيُّ, الْمُحَيِّي, الْغَنِيُّ, الْمَجِيدُ, الْحَمِيدُ, الْوَدُودُ, الصَّمَدُ, الْأَحَدُ, الْوَاحِدُ, الْأَوَّلُ, الْأَعْلَى, الْمُتَعَالُ, الْخَالِقُ, الْخَلَّاقُ, الرَّزَّاقُ, الْحَقُّ, اللَّطِيفُ, الرَّءُوفُ, الْعَفُوُّ, الْفَتَّاحُ, الْمُبِينُ, الْمَتِينُ, الْمُؤْمِنُ, الْمُهَيْمِنُ, الْبَاطِنُ, الْقُدُّوسُ, الْمَلِكُ, الْمَلِيكُ, الْأَكْبَرُ, الْأَعَزُّ, السَّيِّدُ, السُّبُّوحُ, الْوِتْرُ, الْمُحْسِنُ, الْجَمِيلُ, الرَّفِيقُ, الْمُعِزُّ, الْقَابِضُ, الْبَاسِطُ, الْبَاقِي, الْمُعْطِي, الْمُقَدِّمُ, الْمُؤَخِّرُ، الدَّهْرُ، فَهَذِهِ، أَحَدٌ، وَثَمَانُونَ، اسْمًا، قَالَ، الْقُرْطُبِيُّ، وَفَاتَهُ، الصَّادِقُ، الْمُسْتَعَانُ، الْمُحِيطُ، الْحَافِظُ، الْفَعَّالُ، الْكَافِي، النُّورُ, الْفَاطِرُ، الْبَدِيعُ، الْفَالِقُ، الرَّافِعُ، الْمُخْرِجُ.

قُلْت: وَقَدْ عَاوَدْت تَتَبُّعَهَا مِنْ الْكِتَابِ الْعَزِيزِ إلَى أَنْ حَرَّرْتهَا مِنْهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا, وَلَا أَعْلَمُ مَنْ سَبَقَنِي إلَى تَحْرِيرِ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ حَزْمٍ لَمْ يَقْتَصِرْ فِيهِ عَلَى مَا فِي الْقُرْآنِ بَلْ ذَكَرَ مَا اتَّفَقَ لَهُ الْعُثُورُ عَلَيْهِ مِنْهُ وَهُوَ سَبْعَةٌ وَسِتُّونَ اسْمًا مُتَوَالِيَةً؛ كَمَا نَقَلْته عَنْهُ آخِرُهَا: "الْمَلِكُ", وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ التقطه مِنْ الْأَحَادِيثِ, فَمِمَّا لَمْ يَذْكُرْهُ وَهُوَ فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015