وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي: كان أبوه يعمل الصِّحْنَاءة والكواميخ (?)، وطلب هشيم الحديث وهو صغير فكان أبوه يمنعه وهو يأبى عليه، وكان يلزم مجلس القاضي أبي شيبة ويناظره في الفقه، فمرض هشيم مرضة فجاء القاضي وأصحابه يعودونه فقيل لأبيه: أدرِك ابنَك جاء القاضي لعيادته فجاء وفي يده الصحناءة فلما خرج قال لابنه: يا بني ما كنت أُأمِّلُ هذا، جاء القاضي إلى منزلي قد كنت أمنعك، فأما اليوم فلا.
وقال غيره: كان طباخاً للحجاج ثم صار يعمل الصحناءة والكواميخ، وكان قد اشترك هو ووالد شعبة في بناء قصر الحجاج بواسط.
وقال أبو عبيدة الَحدَّاد: قَدِمَ علينا هُشَيْم البصرة، فقلنا لشعبة: قَدِمَ صديقك هُشَيْم، نكتب عنه؟ فقال: إنْ حَدَّثكم عن ابن عباس وابن عمر فَصَدِّقوه، فأتيناه فحدثنا برقائق مغيرة، فأخبرنا شعبة فأعرض بوجهه وقال: أكثر أبو معاوية.
وقال مالك بن أنس: وهل بالعراق أحد يحسن الحديث إلا ذاك الواسطيّ؟ يعني هشيماً.
وقال حماد بن زيد: ما رأيت في المُحَدِّثين أنبل منه.
وقال له ابن مهدي يوماً: بلغني عنك حديث حسن قد نسيته، فقال في أي باب هو؟ قال: في التفسير: فقال: أنا أحدثك: أنا الحجاج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله {ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون:14] [66 - ب] قال: نفخنا فيه الرُّوح. فقال ابن مهدي: هو والله بعينه.