أهل سبته وَبهَا وبهى ولد يكنى أَبَا الْحسن وَيعرف بالشاري لِأَن أَصله من الشارة شَرق الأندلس وَأَبُو مُحَمَّد هُوَ الْمُنْتَقل مِنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة سَمِعَ من أبي مُحَمَّد بْن عبيد الله وَأكْثر عَنهُ ولازمه مُدَّة وَعَلِيهِ معوله فِي رِوَايَته وَسمع من أبي الْحسن بن جُبَير بعض شعره وَأخذ عَن أَبِي ذَر الْخُشَنِي وَأبي الْحسن بن خروف علم الْعَرَبيَّة وَلَقي بفاس جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله الفندلاوي وَأَبُو الْحجَّاج بن نموي وَأَبُو الْقَاسِم بن الملجوم وَأَبُو مُحَمَّد التادلي فَأخذ عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وأجازوا لَهُ وَأخذ الْقرَاءَات عَن أَبِي بكر الْهَوْزَنِي الإشبيلي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو زيد السُّهيْلي وَأَبُو مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن الْغَرْس وَأَبُو جَعْفَر بن مضاء وَغَيرهم وَلَقي أَبَا الْعَبَّاس الجراوي فَأخذ عَنهُ وشارك فِي فنون من الْعلم مَعَ الشّرف الظَّاهِر والمروءة الْكَامِلَة واقتني من الدفاتر والدواوين شَيْئًا عَظِيما ونافس فِيهَا وغالى فِي أثمانها وَرُبمَا رَحل فِي ذَلِك حَتَّى حصل مِنْهَا عَليّ مَا أعجز أهل بَلَده وامتحن بآخرة من عمره فأزعج عَن وَطنه إِلَى المرية فِي منتصف سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة (641) وأنشدني بعض أَصْحَابنا عَنهُ ثمَّ كتب إِلَيّ أَبُو الْحسن بذلك قَالَ أَنْشدني أَبُو الْحُسَيْن بن جُبَير
(واني لاوثرمن أصطفي ... وأغضي عَليّ زلَّة العاثر)
(وأهوى الزِّيَارَة مِمَّن أحب ... لأعتقد الْفضل للزائر)
توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 649
633 - عَليّ بن أَبِي نصر فاتح بْن عَبْد اللَّه من أَهْلَ بجاية وَأَبوهُ رومي أسلم وَكَانَ ذَا وجاهة ونباهة يكنى أَبَا الْحسن دَخَلَ الأندلس قبل التسعين وَخَمْسمِائة 590 وانتهي من غربها إِلَى مالقة وإشبيلية ثمَّ رَحل فِي نَحْو الستمائة 600 فَسمع بِمَكَّة أَبَا