كتاب المنخول فِي تَعْلِيق الْأُصُول لأبي حَامِد وَولي قَضَاء بَلَده وخطب بِهِ وَكَانَ جليل الْقدر عَظِيم الوجاهة مشاركا فِي فنون من الْعلم معنيا بالأدب يستظهر مقامات الحريري ثمَّ مَال إِلَى الزّهْد ورفض الدُّنْيَا ورحل حَاجا فأدي الْفَرِيضَة وأجهد نَفسه صَلَاة وصوما وطوافا إِلَى أَن توفّي بِالْمَدِينَةِ سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن فِي بَقِيع الْغَرْقَد مِنْهَا ومولده سنة 514 وَحدث عَنهُ ابْنه القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن عبد الْحق وَأكْثر خَبره مُسْتَفَاد مِنْهُ
308 - عبد الْحق بن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْحق الْأنْصَارِيّ قَاضِي الْجَمَاعَة بإشبيلية ومراكش يكنى أَبَا مُحَمَّد أَصله من المهدية وَقَالَ ابْن سَالم للْإِمَام أَبِي عبد الله الْمَازرِيّ عَلَيْهِ ولادَة نشا بالأندلس وَولي قَضَاء غرناطة ثمَّ نقل عَنْهَا إِلَى قَضَاء إشبيلية فتقلده مُدَّة طَوِيلَة وَصرف عَنهُ فِي سنة 619 مستدعى إِلَى مراكش فَأَقَامَ بهَا وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة وقتا وامتحن فِيهَا بالفتنة المتفاقمة حِينَئِذٍ وَكَانَ أحد الْعلمَاء المتفننين فِي وقته فَقِيها عَليّ مَذْهَب مَالك حَافِظًا نظارا ذَاكِرًا للْخلاف مشاركا فِي أصُول الْفِقْه يجْتَمع إِلَيْهِ ويناظر عَلَيْهِ بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ جزلا صليبا فِي الْحق لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومه لائم مهيبا مُعظما عِنْد الْوُلَاة مكين المكانة وَله كتاب فِي الرَّد عَليّ أَبِي مُحَمَّد بن