إِسْحَاق بن فتحون ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة فِي سنة 580 وَلَقي بِالْقَاهِرَةِ أَبَا مُحَمَّد قَاسم بن فيرة الضَّرِير الشاطبي فَسمع مِنْهُ قصيدته الطَّوِيلَة فِي الْأَقْرَاء الْمَعْرُوفَة بحرز الْأَمَانِي وَوجه التهاني وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ وصنفه فِي جُمَادَى الْأُخْرَى سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسمع ببجاية من أبي مُحَمَّد عبد الْحق بن عبد الرَّحْمَن الأشبيلي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَحدث بِيَسِير واخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ رجلا صَالحا لَقيته مرَارًا وَكتب إِلَيّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس السَّادِس من صفر سنة 634 ومولده سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة
358 - مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الْقَاسِم من أهل جَزِيرَة شقر يعرف بمرج الْكحل يكنى أَبَا عبد الله كَانَ شَاعِرًا مغلقا بديع التوليد والتجويد وَقد حمل عَنهُ ديوَان شعره وَسمعت بِلَفْظِهِ كثيرا مِنْهُ وَلم يكن عِنْده غير معالجة النّظم دون اسْتِقْلَال بالإعراب وَقد كتب عَنهُ من شُيُوخنَا أَبُو الرّبيع بن سَالم وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء وَأَبُو عبد الله بن عَسْكَر وَغَيرهم وَمِمَّا لم أسمع مِنْهُ وَأَجَازَهُ لي ابْن عَسْكَر عَنهُ
(مثل الرزق الَّذِي تطلبه ... مثل الظل الَّذِي يمشي مَعَك)
(أَنْت لَا تُدْرِكهُ مُتبعا ... فَإِذا وليت عَنهُ اتبعك)
وأنشدني أَبُو مُحَمَّد بن برطلة قَالَ أَنْشدني ابْن مرج الْكحل لنَفسِهِ
(لَك الْخَيْر يَا مولَايَ مَا العَبْد بامرىء ... لَدَيْهِ حسام بل لَدَيْهِ يراع)
(وَهل أَنا إِلَّا مثل حسان شِيمَة ... جبان وَفِي النّظم النفيس شُجَاع)
وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي شهر ربيع الأول وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء بعده سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
359 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن