الْحَضْرَمِيّ وَأبي الطَّاهِر بن عَوْف وبالقاهرة من أبي عَمْرو عُثْمَان بن فرج وَلَقي بِمَكَّة عِنْد أَدَاء الْفَرِيضَة أَبَا مُحَمَّد الْمُبَارك بن الطباخ وَأَبا حَفْص الميانشي وببغداذ أَبَا الْفرج الْجَوْزِيّ وشهدة بنت الأبري وبدمشق أَبَا الْقَاسِم بن عَسَاكِر صَاحب التَّارِيخ وَأَبا مُحَمَّد بن أبي عصرون وبالموصل أَبَا الْفضل الطوسي وَغَيرهم بِبِلَاد شَتَّى فَأخذ عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وَكَانَ يذكر أَن شُيُوخه الَّذين لَقِيَهُمْ وأجازوا لَهُ نَيف على مائَة شيخ وقفل إِلَى بَلَده فَقدم للْقَضَاء بدلاية وَأقَام على ذَلِك مُدَّة ثمَّ تولى الْخطْبَة بِجَامِع قَصَبَة المرية وَكَانَ راوية مكثرا رحالة فِي طلب الْعلم عالي الْإِسْنَاد وَنسبه بعض شُيُوخنَا إِلَى الِاضْطِرَاب وغمزه وعَلى ذَلِك انتابه النَّاس ورحلوا إِلَيْهِ للسماع مِنْهُ وَقد أَخذ عَنهُ من الجلة أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه وأكابر أَصْحَابنَا كتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ لجَمِيع رِوَايَته وَسمي جملَة من شُيُوخه وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة عشر وسِتمِائَة وَتُوفِّي فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين لشهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة مرض فِي طَرِيقه إِلَى مالقة وَخرج مِنْهَا مَرِيضا بعد صَلَاة الْجُمُعَة السَّابِع وَالْعِشْرين من شهر ربيع الأول وَمَات على ظهر الْبَحْر وَأنزل بالمنكب مَيتا وَدفن بحذاء أَبِيه بمقبرة بَاب بجانة من ظَاهر المرية ومولده ضحى يَوْم الْأَحَد الْخَامِس لشوال سنة ارْبَعْ واربعين وَخَمْسمِائة
319 - مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن يُوسُف التجِيبِي أَبُو عبد الله السبتي سمع من أبي مُحَمَّد بن عبيد الله فَأكْثر وَمن أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَكتب إِلَيْهِ ابْن بشكوال وَجَمَاعَة وَكَانَ صَدرا فِي الشُّرُوط سكن إشبيلية وَحدث بهَا وَتُوفِّي فِي ربيع الأول سنة عشْرين وسِتمِائَة وَقد جَاوز السّبْعين
320 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمد بن سعيد بن عبد الْبر بن مُجَاهِد الْأنْصَارِيّ من أهل إشبيلية وَسكن بعض سلفه بطليوس يكنى أَبَا الْحُسَيْن وَيعرف بِابْن زرقون وَسَعِيد بن عبد الْبر هُوَ الملقب بذلك لحمرة وَجهه وَسمع من أَبِيه وَمن أبي بكر بن الْجد وتفقه بهما واختص بِأبي بكر مِنْهُمَا وَأخذ عَن أبي جَعْفَر بن مضاء وَأَجَازَ لَهُ أَبُو