من صفر سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة ومولده بيابرة منتصف ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَكثر خَبره عَن ابْن طَلْحَة وَفِيه عَن غَيره
304 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَيَّاش التجِيبِي من أهل برشانة عمل المرية وَسكن مراكش يكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَنِ أبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد يَسِيرا وَعَن أبي الْقَاسِم السُّهيْلي وعنى بالآداب وَكَانَ عَالما بهَا رَئِيسا فِي صناعَة الْكِتَابَة خَطِيبًا مصنفا بليغا مفوها ذَا حَظّ صَالح من قرض الشّعْر وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي غير ذَلِك واستكتبه السُّلْطَان بالمغرب فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فنال دنيا عريضة أنشدنا القَاضِي أَبُو مُحَمَّد بن برطلة قَالَ أنشدنا أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَيَّاش قَالَ أَنْشدني أبي مِمَّا قَالَه فِي الْمُصحف الْمَنْسُوب إِلَى عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَقد أَمر الْمَنْصُور بتحليته
(ونقلته من كل ملك ذخيرة ... كَأَنَّهُمْ كَانُوا برسم مكاسبه)
(فَإِن ورث الْأَمْلَاك شرقا ومغربا ... فكم قد أخلوا جاهلين بواجبه)
وألبسته الْيَاقُوت والدر حلية ... وَغَيْرك قد رَوَاهُ من دم صَاحبه)
توفّي بمراكش فِي العشرالأواخر من جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة ومولده سنة خمسين وَخَمْسمِائة
305 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بن فرج بن الْجد الفِهري من أهل إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من جده الْحَافِظ أبي بكر وَمن غَيره وَكَانَ ذَا رياسة عَظِيمَة فِي بَلَده ووجاهه عِنْد الْأُمَرَاء متمكنة أورثها عقبَة مَعَ الْفضل الْكَامِل والسر الظَّاهِر جوادا كثير الْمَعْرُوف وَالصَّدقَات رفيع الْقدر بَادِي التَّوَاضُع جالسته فِي آخر سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة وَسمعت مِنْهُ مَا حَكَاهُ فِي تناهي أَحْوَال إشبيلية فِي ذَلِك