الْأَرْبَعين للسفلي وَقد عارضها مَعَه أَبُو بكر بن خير وَتُوفِّي شَهِيدا رَحمَه الله

154 - مُحَمَّد بن أبي الْخَلِيل مفرج بن عبد الْعَزِيز بن ابراهيم بن الْوَاهِب مولي الزبيدِيّ من أَهْل المرية يكنى أَبَا عَبْد الله روى عَن أبي الْفضل بن شرف وَسمع مِنْهُ كثيرا من شعره وَكَانَ من أهل السرو والتصاون أزعجته الْفِتْنَة عَن وَطنه فسكن بلنسية وأنشدنا أَبُو الرّبيع بن سَالم عَنهُ قَالَ أنشدنا الْفضل بن شرف لنَفسِهِ

(لعمرك مَا هَذَا الزَّمَان بطائل ... لدي وَلَا مِقْدَاره بكبير)

(وَلما احتقرت الدَّهْر هَانَتْ صروفه ... عَليّ فَلم أعبأ بِفعل حقير)

وَحكى ابْنُ سَالم أَنه كَانَ يستبطن ثروة يَسْتُرهَا بانقباضه وتعلقه من السُّوق بِطرف ضَعِيف يبعد بِهِ الظنة عَن نَفسه وَهُوَ من بَاطِن حَاله فِي أطيب طعمة وأرحب نعْمَة إِلَى أَن توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة

155 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طَاهِر الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بكر وَيعرف بالخدب أَخذ علم الْعَرَبيَّة عَن أبي القَاسِم بْن الرماك وَأبي الْحسن بن مُسلم وَرَأس أهل وقته فِيهَا ودرس فِي بِلَاد مُخْتَلفه وَكَانَ قَائِما على كتاب سِيبَوَيْهٍ وأصول ابْن السراج ومعاني الْقُرْآن للفراء والإيضاح للفارسي يعتني بهَا وَيرى أَن مَا عَداهَا فِي الصِّنَاعَة مطرح وَله تَعْلِيق على كتاب سِيبَوَيْهٍ سَمَّاهُ بالطرر لم يسْبق إِلَى مثله وَكَانَ يحترف بِالتِّجَارَة وَدخل مَدِينَة فاس فَرغب إِلَيْهِ أَهلهَا فِي الإقراء فَقعدَ لذَلِك وَأقَام مُدَّة هُنَالك وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو الْحسن بن خروف وَغَيرهمَا ثمَّ ارتحل يُرِيد الْحَج فأقرأ بِمصْر وبحلب وَأقسم أَن يقرىء بِالْبَصْرَةِ حَيْثُ وضع سِيبَوَيْهٍ كِتَابه فأقرأ بهَا وكر رَاجعا بعد أَدَاء الْفَرِيضَة فاختلط فِي طَرِيقه وَاسْتقر بِمَدِينَة بجاية على هَذِه الْحَال إِلَى أَن توفّي بهَا وَرُبمَا ثاب إِلَيْهِ عقله أَحْيَانًا فيتكلم فِي مسَائِل مشكلة من النَّحْو ويبينها أحسن بَيَان ثمَّ يغلب عَلَيْهِ فيتلف ذكر ذَلِك شَيخنَا أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بالشاري وَقَالَ أَخْبرنِي ابْن مكي الْكَاتِب أَنه عاينه عِنْدَمَا تخْتَلف عَلَيْهِ الْمَسْأَلَة يبكي وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015