بِابْن اللبانة كَانَ من جلة الأدباء وفحول الشُّعَرَاء مَعِين الطَّبْع وَاسع الذرع غزير الْأَدَب قوي الْعَارِضَة متصرفًا فِي البلاغة وَله تواليف مِنْهَا كتاب مناقل الْفِتْنَة وَكتاب نظم السلوك فِي وعظ الْمُلُوك وَكتاب سقيط الدُّرَر ولقيط الزهر وَقد سَمِعَ مِنْهُ بَعْضهَا بحاضرة المرية فِي المُحَرَّم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وشعره مدون وَقد أَخذ عَنْهُ أَبُو عبيد اللَّه بْن الصَّفّار وَالِد زِيَاد الْمُحدث ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن الدّباغ وَتُوفِّي بميورقة سنة سبع وَخَمْسمِائة ودُفِن إزاء أبي الْعَرَب الصّقليّ وَكَانَ طوَالًا وَابْن اللبانة دحداحًا
1184 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن سعيد الْأَزْدِيّ المقرىء من أَهْلَ بلنسية يعرف بِابْن الصناع ويكنى أَبَا بَكْر ويلقب بالهدهد أَخذ عَنْ أبي دَاوُد المقرىء وَكَانَ من جلة أَصْحَابه وَأحد الْمُتَقَدِّمين فِي الإقراء جودة ضبط وَحسن أَدَاء وإحكام تجويد مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْأَدَب واللغة وَالْحِفْظ للأشعار وَالْأَخْبَار والمعرفة بِعقد الشُّرُوط وَالتَّصَرُّف فِي الْفِقْه يجمع إِلَى ذَلِكَ حَسَن الْخط وَصِحَّة النَّقْل فِيمَا يكْتب أَقرَأ دهرًا بِجَامِع بلنسِيَّة وتصدر لذَلِك إِثْر وَفَاة شَيْخه أبي دَاوُد وَأخذ عَنْهُ بهَا جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عَبْد الله بن أبي إِسْحَاق الربي وَغَيره ثُمَّ رَحل إِلَى غرب الأندلس فَنزل قرطبة وأقرأ بجامعها الْأَعْظَم وَولي قَضَاء بَعْض كورها لأبي عَبْد اللَّه بْن حمدين وَيُقَال إِنَّه انْتقل إِلَى كورة باغة فَتوفي هُنَالك فِي صدر سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة ذكره ابْن عياد وَفِيه عَنْ ابْن عَزِيز
1185 - مُحَمَّد بْن حُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَريب الْأَنْصَارِيّ من أَهْل طرطوشة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سكن سرقسطة وتجول كثيرا فِي بِلَاد الأندلس والعدوة وَغلب عَلَيْهِ علم