أديبة شاعرة ووقفت على خطها بِالْإِجَازَةِ وساقها قَول بعض الأدباء الغرناطيين بِصفة نعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أَبْيَات آخرهَا
(سألثم التمثال إِذا لم أجد ... للثم نعل الْمُصْطَفى من سَبِيل)
فزادت عَلَيْهَا بقولِهَا
(لعلني أحظى بتقبيله ... فِي جنَّة الفردوس أَسْنَى مقيل)
(فِي ظلّ طُوبَى سَاكِنا آمنا ... أسْقى بأكواس من السلسبيل)
(وأمسح الْقلب بِهِ عله ... يسكن مَا جاش بِهِ من غليل)
(فطالما استسقي بأطلال من ... يهواه أهل الْحبّ من كل جيل)
وَتوفيت بمالقة فِي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة أَو نَحْوهَا
737 - سيدة بنت عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن عُثْمَان الْعَبدَرِي
من أهل غرناطة وَسكن أَبوهَا مرسية وَأَصلهَا من ثغر لاردة وَهُوَ ابْن عَم أبي الْحجَّاج يُوْسٌف بْن إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان الثغري تكنى أم الْعَلَاء وَكَانَ أَبوهَا أَبُو مُحَمَّد قَاضِيا بأوريولة وَتُوفِّي وَتركهَا يتيمة صَغِيرَة فَنَشَأَتْ بمرسية وتعلمت الْقُرْآن وبرعت فِي ذَلِك وجاد خطها وَعلمت فِي ديار الْمُلُوك عمرها كُله إِلَى أَن أصابتها زمانة أقعدتها بدارها نيفا على ثَلَاثَة أَعْوَام وخلفتها على التَّعْلِيم بنتان لَهَا كبرى وصغرى وَكَانَت قد لقِيت أَبَا زَكَرِيَّاء الدِّمَشْقِي بغرناطة وَبهَا علمت الْقُرْآن أول مَا ترشحت لذَلِك ثمَّ انْتَقَلت إِلَى مَدِينَة فاس ثمَّ عَادَتْ إِلَى غرناطة وَلَحِقت بتونس فَعلمت بقصرها أَيْضا وكتبت بخطها كتاب إحْيَاء عُلُوم الدّين لأبي حَامِد الْغَزالِيّ من أصل أبي زَكَرِيَّاء الْمَذْكُور وَلم تزل قَائِمَة على التِّلَاوَة ومحافظة على الْأَدْعِيَة والأذكار وَالسَّعْي فِي الْخيرَات والتوفر على أَعمال الْبر والإيثار بِمَا تملك وَفك الرّقاب من الْأسر إِلَى أَن تنالها الزمانة الْمَذْكُورَة فَتُوُفِّيَتْ على تِلْكَ الْحَال عصر يَوْم الثُّلَاثَاء الْخَامِس لمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة ودفنت لصَلَاة الظّهْر يَوْم الْأَرْبَعَاء بعده بمقبرة من الْمصلى خَارج تونس رَحْمَة الله عَلَيْهَا.